بقلم: فاروق يوسف
هذا كتاب لا يقرأ لكن لا يمكن تفاديه. عفوا لا أقصد أنني لا أنصح بقراءته (لو استطعت لفعلت) ذلك لانه يجب أن يقرأ
مثلما يجب أن يتناول الأطفال المرضى الدواء المر. لو استطاع المرء تفادي قراءته لكان ذلك أفضل له. يكون الجهل أحيانا نعمة. من يحتاج إلى ألم مضاف عليه أن يقرأ عددا من صفحاته اما من يقرأ الكتاب كله فسيجد العالم من حوله مظلما وضيقا ووحشيا والحياة كذبة لا تستحق أن نثق بها.
ما أود قوله أن قراءة كتاب (يوميات الجنود الامريكان في بلاد الرافدين) المترجم بلغة بثينة الناصري ليست يسيرة. كتاب سيئ بسبب سوء اخلاق ابطاله وصعب بسبب قسوة ما يجري فيه. هل يمكن أن تكون قراءة كتاب عن جريمة قتل لا تستثني أحدا من شعب كامل فيما القتلة مطلقو السراح مسلية؟ واذا ما عرفت عزيزي القارئ ان القتلى هم اهلي واهلك فان معرفة حقيقة ذلك القتل وتفحص وقائعه عن قرب تكون أشد قسوة. ود المرء لو تفقأ عيناه، لو تصم أذناه، لو توقف قلبه عن النبض قبل أن يرى ويسمع ويشعر بما جرى هناك. لقد حدث في العراق شيء هو أشبه بالمحو لتاريخ عظيم، كانت كفاحات الانسان مادته منذ فجر الوعي. دفنت هناك سيرة العدالة والمساواة والاخاء وسواها من حقوق الإنسان تحت بساطيل الغزاة.
كل سطر في هذا الكتاب يجعلني أشعر أن ما جرى في العراق بعد احتلاله ليس درسا ولا خطأ، بل مؤامرة مبيتة ومخططاً لها لإهانة الانسان (بمعناه المطلق)، وتدنيس كل فكرة نبيلة، واحتقار القيم التي نادت بها الشرائع السماوية واحتضنتها الثورات البشرية الحالمة بدءاً من الثورة الفرنسية وليس انتهاء بالديمقراطيات الرومانسية في امريكا اللاتينية. ما يكتبه الجنود الغزاة يجعلنا نشعر أن البشرية لم تتعلم شيئا من المجزرة النازية ومن مذابح رواندا والخمير الحمر. هناك غاليغولا لا يزال يتحرك خفية، وهو في انتظار الفرصة المناسبة لكي يبدأ فصلا جديدا من فصول جريمته. وما (بوش) إلا نوع من غاليغولا الذي عرف كيف يختار اشباهه ليرسلهم إلى العراق من أجل تنفيذ جريمته.
-2-
الموت قتلا لا يمكن اختزاله من أجل التعبير عنه. (لقد قتلنا الجميع قلت لقائدي: انه يوم سيىء فرد قائلا: لا انه يوم جيد). جملة تدفع بنا إلى أعماق الجحيم. لقد جاؤوا من أجل القتل. ما الذي يمكن أن ننتظره من (إنسان) قرر أن تكون مهنته القتل؟ لم يزيف القتلة أفعالهم. لم يتكلم أحد منهم عن الحرية ولم يذكروا العراقيين إلا في صفتهم أعداء. (وبدأت أطلق النار على المباني كلما رأيت أحدا. في تلك اللحظة كان الجميع اعدائي، ما عدا ابناء بلدي). وحوش يثيرها مشهد الدم والجثث والاعضاء البشرية المتفحمة والمقطوعة والاشلاء المتناثرة.
مرضى نفسيون جمعهم بوش ليترك من خلالهم بصمته على التاريخ: عدوا لكل ما انتجته العقول والكتب والجامعات والمختبرات ومواقع البحث العلمي ومعامل الادوية والمكتبات والشعراء والمسارح والأسفار والكتب المقدسة ومغامرو الفضاء الحالمون بالكواكب أخرى والأنبياء من رؤى تحث على الاعلاء من كرامة الانسان، كونه وريث هذه الارض. لقد ظهر (بوش) في صفته زعيما لعصابة من المجرمين عدوا لفكرة الخلق الالهي. لو عرفت البشرية بما جرى في العراق بشكل تفصيلي لبكت الدهر كله شعورا منها بالعار والخزي. أيمكن أن يحدث كل هذا للناس في عصر ما بعد الحداثة؟
سؤال يدمر الرأس حقا. بلاد كلها صارت عبارة عن سجن (ابو غريب). ذلك المكان المرعب الذي ما هو إلا عينة صغيرة من الخراب الإنساني الذي حدث في العراق. هناك ملايين من البشر كلهم سجناء مهانون معرضون للاذلال الذي اهتز الضمير العالمي ازاءه، بل وللقتل من قبل فرق الموت المأجورة من مختلف انحاء العالم. حفلة واسعة للقتل كان العراق ولا يزال ملعبها. ما حدث في العراق هو اهانة للبشرية في كل ما فعلته من أجل أن ترتقي وتبدأ مسيرتها بعيدا عن نقطة الصفر الحيوانية. ومن المفارقة المؤلمة أن تلك الخطوة المؤسسة ما كان لها أن تلقى لولا العراق فهو مخترع الكتابة والعجلة والقوانين. فصول من العنف متلاحقة كان العراقيون مادتها. سكان البلاد الاصليون الذين وهب أجدادهم الحضارة الإنسانية أسباب التقدم صاروا هدفا للقتل. الآن لا ينفع الندم. لا يزال الدم المسفوح ساخنا. لا احد من العراقيين يجد أهمية في سؤال من نوع: لماذا تقتلني؟
لقد حضر الامريكان إلى العراق ليقتلوا.
-3-
(ان العراقيين رأونا ونحن نهين امواتهم طوال الوقت، كنا نتحلق حول جثثهم المتفحمة نمثّل بهم، نركلهم خارج السيارات، ونضع سجائر في افواهم. كما رأيت مركبات تدوسهم. وكان عملنا تفتيش جيوب العراقيين القتلى لنجمع معلومات، وكنت اشاهد ايضا المارينز وهم يسرقون السلاسل الذهبية والساعات والمحافظ المليئة بالنقود). يمكنني أن أرى قتلي، جثتي لو كنت هناك. لم لا. فأنا عراقي يحق للغزاة أن يقتلوه في أية نقطة تفتيش. (ما اسهل ان تقتل عراقيا). يقول آخر: (كان يوما جيدا قتلنا الكثير من الابرياء). الذي لا أفهمه ولا يزال يصدمني هو موقف بعض المثقفين العراقيين وبالأخص من ادعى الانتماء الى اليسار السياسي منهم في اوقات سابقة (البعض منهم لا يزال مصرا على شيوعيته الزائفة).
أتذكر أن عددا منهم أرسلوا برقية شكر إلى (بوش) لأنه احتل بلادهم. فيما بعد أصدر مئة منهم بيانا ليبينوا من خلاله موقفهم مما تشهده بلادهم من خراب. لم يتطرق ذلك البيان ولو بكلمة واحدة إلى الاحتلال. كتب الكثيرون منهم مقالات عن عودتهم الخائبة إلى بلد لم يجدوه لكن ما من كلمة في مقالاتهم تلك تشير إلى المحتل ولو مجازا.
الأقسى من كل ذلك أن بعضهم أصدر كتبا كانت هي الأخرى خالية من ذكر المحتل. لا أريد التعليق لكن بربكم أيها القراء ما معنى كل هذا؟ أعينوني على الفهم. الأخوة (الذين هم في حقيقتهم أعداء) لا يستسيغون أن توجه إليهم كلمات من نوع (خيانة) و(عمالة) ولكن بماذا يوصف كل هذا العمى الأخلاقي؟ كتاب بثينة الناصري يجيب على مثل هذا السؤال واسئلة مجاورة أخرى. موظفو البنتاغون العراقيون كانوا اسوأ من الكتاب الامريكيين المتحمسين للغزو. حتى بوش نفسه يبدو أفضل حالا من اولئك العراقيين الذين قرروا أن ينتقموا من أهلهم.
ففي الوقت الذي لا يجد بوش فيه حرجا في ذكر كلمة الاحتلال فإن أحد المثقفين العراقيين وهو مترجم مشهود له بالبراعة قد ابتكر تسمية اخرى للاحتلال حين كتب: الحضور الامريكي في العراق. وهو بذلك انما يعبر عن تهذيبه الاخلاقي بعكس ما فعله منتظر الزيدي حين رشق بوش بحذائه. (لماذا تفعلون بنا هذا؟) تقول الطفلة العراقية للجندي الأمريكي بلغة انكليزية واضحة. فيما يكتب جندي آخر: (نظرت أمامي على مسافة على الجسر فرأيت طفلين على بعد مئة الى مئة وخمسين مترا مني، كان الاثنان يحملان كلاشنكوف.
احدهم كان في سن العاشرة والثاني في حوالي السابعة. كانا يطلقان النار علي). تلك النار التي أطلقها الطفلان لن تصيب الجندي الأمريكي وحده، بل إنها تصيب في طريقها إليه الغبار الذي يتطاير من بسطاليه. أجد أن من الضروري أن يقرأ كل مثقف عراقي ضللته الدعاية الامريكية كتاب بثينة الناصري، أما الخونة فانه لا ينفعهم. ذلك لأن ما فعلوه كان أقسى مما فعله اكثر الجنود الامريكان قذارة.
هذا كتاب لا يقرأ لكن لا يمكن تفاديه. عفوا لا أقصد أنني لا أنصح بقراءته (لو استطعت لفعلت) ذلك لانه يجب أن يقرأ
مثلما يجب أن يتناول الأطفال المرضى الدواء المر. لو استطاع المرء تفادي قراءته لكان ذلك أفضل له. يكون الجهل أحيانا نعمة. من يحتاج إلى ألم مضاف عليه أن يقرأ عددا من صفحاته اما من يقرأ الكتاب كله فسيجد العالم من حوله مظلما وضيقا ووحشيا والحياة كذبة لا تستحق أن نثق بها.
ما أود قوله أن قراءة كتاب (يوميات الجنود الامريكان في بلاد الرافدين) المترجم بلغة بثينة الناصري ليست يسيرة. كتاب سيئ بسبب سوء اخلاق ابطاله وصعب بسبب قسوة ما يجري فيه. هل يمكن أن تكون قراءة كتاب عن جريمة قتل لا تستثني أحدا من شعب كامل فيما القتلة مطلقو السراح مسلية؟ واذا ما عرفت عزيزي القارئ ان القتلى هم اهلي واهلك فان معرفة حقيقة ذلك القتل وتفحص وقائعه عن قرب تكون أشد قسوة. ود المرء لو تفقأ عيناه، لو تصم أذناه، لو توقف قلبه عن النبض قبل أن يرى ويسمع ويشعر بما جرى هناك. لقد حدث في العراق شيء هو أشبه بالمحو لتاريخ عظيم، كانت كفاحات الانسان مادته منذ فجر الوعي. دفنت هناك سيرة العدالة والمساواة والاخاء وسواها من حقوق الإنسان تحت بساطيل الغزاة.
كل سطر في هذا الكتاب يجعلني أشعر أن ما جرى في العراق بعد احتلاله ليس درسا ولا خطأ، بل مؤامرة مبيتة ومخططاً لها لإهانة الانسان (بمعناه المطلق)، وتدنيس كل فكرة نبيلة، واحتقار القيم التي نادت بها الشرائع السماوية واحتضنتها الثورات البشرية الحالمة بدءاً من الثورة الفرنسية وليس انتهاء بالديمقراطيات الرومانسية في امريكا اللاتينية. ما يكتبه الجنود الغزاة يجعلنا نشعر أن البشرية لم تتعلم شيئا من المجزرة النازية ومن مذابح رواندا والخمير الحمر. هناك غاليغولا لا يزال يتحرك خفية، وهو في انتظار الفرصة المناسبة لكي يبدأ فصلا جديدا من فصول جريمته. وما (بوش) إلا نوع من غاليغولا الذي عرف كيف يختار اشباهه ليرسلهم إلى العراق من أجل تنفيذ جريمته.
-2-
الموت قتلا لا يمكن اختزاله من أجل التعبير عنه. (لقد قتلنا الجميع قلت لقائدي: انه يوم سيىء فرد قائلا: لا انه يوم جيد). جملة تدفع بنا إلى أعماق الجحيم. لقد جاؤوا من أجل القتل. ما الذي يمكن أن ننتظره من (إنسان) قرر أن تكون مهنته القتل؟ لم يزيف القتلة أفعالهم. لم يتكلم أحد منهم عن الحرية ولم يذكروا العراقيين إلا في صفتهم أعداء. (وبدأت أطلق النار على المباني كلما رأيت أحدا. في تلك اللحظة كان الجميع اعدائي، ما عدا ابناء بلدي). وحوش يثيرها مشهد الدم والجثث والاعضاء البشرية المتفحمة والمقطوعة والاشلاء المتناثرة.
مرضى نفسيون جمعهم بوش ليترك من خلالهم بصمته على التاريخ: عدوا لكل ما انتجته العقول والكتب والجامعات والمختبرات ومواقع البحث العلمي ومعامل الادوية والمكتبات والشعراء والمسارح والأسفار والكتب المقدسة ومغامرو الفضاء الحالمون بالكواكب أخرى والأنبياء من رؤى تحث على الاعلاء من كرامة الانسان، كونه وريث هذه الارض. لقد ظهر (بوش) في صفته زعيما لعصابة من المجرمين عدوا لفكرة الخلق الالهي. لو عرفت البشرية بما جرى في العراق بشكل تفصيلي لبكت الدهر كله شعورا منها بالعار والخزي. أيمكن أن يحدث كل هذا للناس في عصر ما بعد الحداثة؟
سؤال يدمر الرأس حقا. بلاد كلها صارت عبارة عن سجن (ابو غريب). ذلك المكان المرعب الذي ما هو إلا عينة صغيرة من الخراب الإنساني الذي حدث في العراق. هناك ملايين من البشر كلهم سجناء مهانون معرضون للاذلال الذي اهتز الضمير العالمي ازاءه، بل وللقتل من قبل فرق الموت المأجورة من مختلف انحاء العالم. حفلة واسعة للقتل كان العراق ولا يزال ملعبها. ما حدث في العراق هو اهانة للبشرية في كل ما فعلته من أجل أن ترتقي وتبدأ مسيرتها بعيدا عن نقطة الصفر الحيوانية. ومن المفارقة المؤلمة أن تلك الخطوة المؤسسة ما كان لها أن تلقى لولا العراق فهو مخترع الكتابة والعجلة والقوانين. فصول من العنف متلاحقة كان العراقيون مادتها. سكان البلاد الاصليون الذين وهب أجدادهم الحضارة الإنسانية أسباب التقدم صاروا هدفا للقتل. الآن لا ينفع الندم. لا يزال الدم المسفوح ساخنا. لا احد من العراقيين يجد أهمية في سؤال من نوع: لماذا تقتلني؟
لقد حضر الامريكان إلى العراق ليقتلوا.
-3-
(ان العراقيين رأونا ونحن نهين امواتهم طوال الوقت، كنا نتحلق حول جثثهم المتفحمة نمثّل بهم، نركلهم خارج السيارات، ونضع سجائر في افواهم. كما رأيت مركبات تدوسهم. وكان عملنا تفتيش جيوب العراقيين القتلى لنجمع معلومات، وكنت اشاهد ايضا المارينز وهم يسرقون السلاسل الذهبية والساعات والمحافظ المليئة بالنقود). يمكنني أن أرى قتلي، جثتي لو كنت هناك. لم لا. فأنا عراقي يحق للغزاة أن يقتلوه في أية نقطة تفتيش. (ما اسهل ان تقتل عراقيا). يقول آخر: (كان يوما جيدا قتلنا الكثير من الابرياء). الذي لا أفهمه ولا يزال يصدمني هو موقف بعض المثقفين العراقيين وبالأخص من ادعى الانتماء الى اليسار السياسي منهم في اوقات سابقة (البعض منهم لا يزال مصرا على شيوعيته الزائفة).
أتذكر أن عددا منهم أرسلوا برقية شكر إلى (بوش) لأنه احتل بلادهم. فيما بعد أصدر مئة منهم بيانا ليبينوا من خلاله موقفهم مما تشهده بلادهم من خراب. لم يتطرق ذلك البيان ولو بكلمة واحدة إلى الاحتلال. كتب الكثيرون منهم مقالات عن عودتهم الخائبة إلى بلد لم يجدوه لكن ما من كلمة في مقالاتهم تلك تشير إلى المحتل ولو مجازا.
الأقسى من كل ذلك أن بعضهم أصدر كتبا كانت هي الأخرى خالية من ذكر المحتل. لا أريد التعليق لكن بربكم أيها القراء ما معنى كل هذا؟ أعينوني على الفهم. الأخوة (الذين هم في حقيقتهم أعداء) لا يستسيغون أن توجه إليهم كلمات من نوع (خيانة) و(عمالة) ولكن بماذا يوصف كل هذا العمى الأخلاقي؟ كتاب بثينة الناصري يجيب على مثل هذا السؤال واسئلة مجاورة أخرى. موظفو البنتاغون العراقيون كانوا اسوأ من الكتاب الامريكيين المتحمسين للغزو. حتى بوش نفسه يبدو أفضل حالا من اولئك العراقيين الذين قرروا أن ينتقموا من أهلهم.
ففي الوقت الذي لا يجد بوش فيه حرجا في ذكر كلمة الاحتلال فإن أحد المثقفين العراقيين وهو مترجم مشهود له بالبراعة قد ابتكر تسمية اخرى للاحتلال حين كتب: الحضور الامريكي في العراق. وهو بذلك انما يعبر عن تهذيبه الاخلاقي بعكس ما فعله منتظر الزيدي حين رشق بوش بحذائه. (لماذا تفعلون بنا هذا؟) تقول الطفلة العراقية للجندي الأمريكي بلغة انكليزية واضحة. فيما يكتب جندي آخر: (نظرت أمامي على مسافة على الجسر فرأيت طفلين على بعد مئة الى مئة وخمسين مترا مني، كان الاثنان يحملان كلاشنكوف.
احدهم كان في سن العاشرة والثاني في حوالي السابعة. كانا يطلقان النار علي). تلك النار التي أطلقها الطفلان لن تصيب الجندي الأمريكي وحده، بل إنها تصيب في طريقها إليه الغبار الذي يتطاير من بسطاليه. أجد أن من الضروري أن يقرأ كل مثقف عراقي ضللته الدعاية الامريكية كتاب بثينة الناصري، أما الخونة فانه لا ينفعهم. ذلك لأن ما فعلوه كان أقسى مما فعله اكثر الجنود الامريكان قذارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق